شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري الحجازي الصحابي، له ولأبيه صحبة رضي الله تعالى عنهما، مات سنة خمس وأربعين (٤٥ هـ). يروي عنه:(م عم).
(أخا بني فهر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات.
(والله) كما في "مسلم"(ما مثل) وشبه قدر (الدنيا في) قلة نعيمها ومدتها بالنظر إلى بقاء (الآخرة) ودوام نعيمها (إلا مثل ما) أي: شبه زمن (يجعل) فيه (أحدكم إصبعه في اليم) والبحر، وإلا قدر ما يأخذ أحدكم بإصبعه من البحر في قصر ذلك الزمن، وقلة ما يأخذ أحدكم بإصبعه من ماء البحر، فالزمن الذي يجعل فيه بإصبعه في البحر في غاية القصر، والماء الذي يعلق بإصبعه من ماء البحر في غاية القلة.
(فلينظر) أحدكم (بم يرجع) أي: في قدر زمن يرجع فيه بإصبعه من البحر؛ فإنه في غاية القصر، ولينظر أحدكم في قدر الماء الذي يأخذ بإصبعه؛ فإنه في غاية القلة بالنسبة إلى البحر، فكذلك نعيم الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة في غاية القلة.
فوجه الشبه اثنان: قصر زمن الجعل، وقلة ما يأخذ من ماء البحر.
فليتأمل؛ فإن فيه دقة لا تدرك إلا بالتأمل.
ولفظ "مسلم مع الكوكب": (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله؛ ما الدنيا في الآخرة) أي: بالنسبة إلى الآخرة وبمقابلتها (إلا مثل ما يجعل أحدكم