(قال) عبد الله: (اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير) ليس عليه شيء من الساتر؛ أي: من الفراش؛ والحصير: هو شيء ينسج من خوص النخل (فأثر) خيوط الحصير (في جلده) الشريف وبشرته المباركة.
قال ابن مسعود:(فـ) لما رأيت أثر الحصير على جنبه صلى الله عليه وسلم (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (بأبي وأمي) أنت مَفْدِيٌّ (يا رسول الله) من كل المكاره (لو كنت آذنتنا) من الإيذان بمعنى: الإعلام، أي: هلا كنت أعلمتنا بأن الحصير ليس عليه شيء من الساتر (ففرشنا) أي: فبسطنا الك عليه شيئًا) من الساتر (يقيك) أي: يحفظ ذلك الساتر (منه) أي: من تأثير الحصير في جنبك (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لابن مسعود في جواب كلامه: (ما أنا والدنيا) مصطحبان؛ لأنه لا علقة بيني وبينها.
قال القاري في "المرقاة" (٩/ ٤٢): فما نافية؛ أي: ليس لي إلفة وعلقة ومحبة بيني وبينها، ولا للدنيا ألفة ومحبة معي حتى أرغب إليها، وأنبسط عليها وأجمع ما فيها من لذائذها.
ويحتمل كونها استفهامية؛ أي: أي ألفة ومحبة لي مع الدنيا، أو أي شيء لي مع الميل إلى الدنيا أو ميلها إلي؛ فإني طالب الآخرة، وهي ضرتها المضادة المعاندة لها.
(إنما أنا والدنيا كراكب) دابة إلى مقصده، فأخذته القائلة قبل وصوله إلى مقصده، فوجد جنب الطريق شجرة ظليلة يقيل تحتها المارة، فنزل من دابته