فـ (استظل تحت) تلك الـ (شجرة) ليقيل تحتها ساعة من نهار (ثم) بعد قيلولته تحتها (راح) وذهب إلى مقصده، (و) قد (تركها) أي: والحال أنه ترك الاستظلال والاستراحة، لأنه إنما قال تحتها؛ للقيلولة من شدة الحر، لا للنزول والمبيت تحتها؛ لأنه مسافر إلى مقصده الذي هو دار الآخرة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الزهد، باب رقم (٤٤)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث المستورد.
قوله: "استظل تحت شجرة" أي: ومثله لا يتقيد بالفراش لتلك الساعة، فانظر؛ قد أمرنا باتباعه؛ إذ هذه السنن مخصوصة من بين ما ينبغي الاتباع فيه، أم كيف الحال؟ انتهى "سندي".
قال القاري: وجه التشبيه: سرعة الرحيل، وقلة المكث، ومن ثم خص الراكب.
"ثم راح وتركها" فشبه مقامه في الدنيا بمسافر اشتد عليه الحر، فرأى شجرة في الطريق، فأوى إلى ظلها، حتى ذهبت حمارة القيظ، ثم راح عنها وواصل سفره، وهذا مثل ضربه صلى الله عليه وسلم؛ لقصر إقامته فيها. انتهى منه.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث المستورد بحديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٢٩) - ٤٠٥٣ - (٣)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق، من كبار العاشرة، خطيب مقرئ، مات سنة خمس وأربعين