خبر كان؛ والتقدير: إنه كنا أَخُصُّ آلَ محمد لماكثين شهرًا كاملًا، حالة كوننا (ما نوقد فيه بنار) أي في ذلك الشهر (ما هو) أي: ما قوتنا في ذلك الشهر (إلا التمر والماء).
قال السندي:(ما هو) أي: ما المستعمل في البيت أكلًا وشربًا إلا التمر والماء.
(إلا أن ابن نمير) أي: لكن ابن نمير (قال) في روايته: لـ (نلبث شهرًا) بدل قول أبي أسامة: (لنمكث شهرًا) هذا بيان لما اختلف فيه الراويان، وهو اختلاف لفظي.
قوله:(إن كنا آل محمد) فيه دليل على أن لفظ (الآل) تدخل فيه الأزواج.
قوله:(فيه) أي: في البيت (بنار) المراد - والله أعلم -: نفي النار التي توقد للطبخ ونحوه، فلا ينافي هذا أنهم يستضيئون بالمصابيح.
(ما هو) أي: ما المستعمل في البيت أكلًا وشربًا، ومرجع الضميرين وإن لم يَسْبِقْ له ذِكْرٌ، لكن علمه من السياق يغني عن الذكر.
وفي الحديث شدة عيشه صلى الله عليه وسلم وصبره عليه.
قال الطبري: وقد استشكل بعض الناس على ما تدل عليه أحاديث الباب من كون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يَطْوُونَ الأيام جوعًا مع ما ثبت من أنه كان يَرفع لأهله قوتَ سنةٍ، وأنه قسم بين أربعة أنفس ألف بعير مما أفاء الله تعالى عليه، وأنه ساق في حجته مئة بدنة، فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه أمر لأعرابي بقطيع من الغنم، وغير ذلك.
والجواب: أن ذلك كان منهم في حالة دون حال، لا لِعَوزٍ ولا ضِيقٍ، بل تارةً للإيثار، وتارةً لكراهةِ الشبع وكثرةِ الأكل، ذكره الحافظ في "الفتح"(١١/ ٢٩١)