ثم قال: وما نفاه مطلقًا فيه نظر؛ لما تقدم من الأحاديث.
نعم؛ كان صلى الله عليه وسلم يختار ذلك مع إمكان حصول التوسع والتبسط في الدنيا له؛ كما أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة:"عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا؛ فإذا جعت .. تضرعت إليك، وإذا شبعت .. شكرتك".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الهبة، وفي كتاب الرقاق، ومسلم في الزهد والرقائق، والترمذي في القيامة، والبغوي في "شرح السنة"، وعبد الرزاق وابن أبي شيبة في "مسنديهما"، وابن حبان في "صحيحه"، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، وأحمد وإسحاق بن راهويه.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة هذا بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها، فقال:
(٦٤) - ٤٠٨٨ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي، مولاهم الواسطي أبو خالد، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (٢٠٦ هـ) وقد قارب التسعين. يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له