للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَحْمِلُ أَزْوَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا، فَفَنِيَ أَزْوَادُنَا

===

لمقابلة العدو، وتسمى تلك السرية: سرية الخبط، أو سرية سيف البحر؛ لما سيأتي، وذكرها ابن سعد في سنة ثمان، واعترض الحافظ عليه في "الفتح" (٨/ ٧٨) بأن تلك السنة كانت زمن الهدنة، ومال إلى أنها وقعت سنة ست أو قبلها، قبل صلح الحديبية.

وفي رواية زيادة: (وأمر علينا) من التأمير بوزن التفعيل؛ أي: جعل علينا (أبا عبيدة) بن الجراح القرشي الفهري عامر بن عبد الله بن الجراح رضي الله تعالى عنه؛ أي: جعله أميرًا علينا.

قال النووي: فيه أن الجيوش لا بد لها من أمير يضبطها وينقادون لأمره ونهيه، وأنه ينبغي أن يكون الأمير أفضلهم، أو من أفضلهم، ويستحب للرفقة من الناس وإن قلوا أن يؤمروا بعضهم عليهم وينقادوا له. انتهى.

وتأمير أبي عبيدة عليهم هو المحفوظ في أكثر الروايات، ووقع في رواية أبي حمزة الخولاني عند ابن أبي عاصم في الأطعمة: (تأمر علينا قيس بن سعد بن عبادة) في تلك الغزوة، وكأن أحد رواتها ظن من صنيع قيس بن سعد في تلك الغزوة ما صنع من نحر الإبل التي اشتراها .. أنه كان أمير السرية، كذا في "الفتح".

أي: بعثنا حالة كوننا (نحمل أزوادنا على رقابنا) والأزواد - جمع زاد - وهو طعام المسافر المتخذ لسفره، وحملهم لها كناية عن قلتها، حتى إذا كنا ببعض الطريق .. (ففني أزوادنا)، والفاء في قوله: (ففني) زائدة في جواب إذا المقدرة؛ أي: قربت إلى فنائها؛ أي: حتى إذا قرب فناؤها .. أمر أبو عبيدة أن يجمع بقيتها من كل أحد، فجعلها في المزود الذي زود لهم فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان أبو عبيدة يقسمهم من ذلك المجموع قبضةً قبضةً فما دونها

<<  <  ج: ص:  >  >>