للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَنَا، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ "، فَقُلْتُ: خصٌّ لَنَا وَهَى وَنَحْنُ نُصْلِحُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أُرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ".

===

أي: بيتًا لنا من قصب وحشيش مملوكًا (لنا) أي: لأهل بيتنا؛ أي: نُصلح ونُعيد خصًا لنا (فقال) معطوف على (مَرَّ) أي فقال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مروره علينا: (ما هذا) الصنيعُ الذي شُغِلْتُم به؟ قال عبدُ الله بن عَمْرو: (فقلت) له - صلى الله عليه وسلم - في جواب سؤاله: هذا (خُصٌّ لَنَا وَهَى) وضَعُفَ بِناؤهُ (ونحن نُصْلِحُه) ونجدِّده؛ أي: نريدُ إصلاحَه وتجديدَه.

قوله (وَهَى) معناه: أي: ضَعُف وتهدَّم؛ لطولِ زمنه، وهمَّ أن يَسْقُط على الأرض؛ والمرادُ: نُجدِّده؛ أي: نَبْنِيهِ بناءًا جديدًا.

قال في "القاموس": الخُصُّ - بالضم - البَيْتُ من القصبِ والبوصِ الفارسي، أو البيتُ يسقَّف بالخشَب كالأَزَج، جَمْعُه خِصاص وخُصوص. انتهى.

وقال فيه أيضًا: الأَزَجُ - محركًا -: ضرب من الأبنية، يبنى جداره وسَقْفُه من الخَشَب والقصَب؛ كبيُوت الحُرَّاث والزُّرَّاع في بلادنا. انتهى منه بزيادة.

وقولُه: (وهى) هو مثالٌ ناقصٌ؛ نظير وعى يَعي، يقال: وَهَى الحائط يَهِي وَهيًا؛ إذا ضعف وهمَّ بالسقوط على الأرض؛ كرمى يرمي رميًا.

والمعنى: هو خُصٌّ لنا وَهَى وضَعُف وقَرُب إلى السقوطِ على الأرض، (ونحن نُصْلِحُه) ونَشُدُّه ونَرْبُط بعضَه ببعض؛ لئلا يَسْقُطَ على الأرض.

(فقال) لنا (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أُرَى الأَمْرَ) - بضم الهمزة - أي: ما أَظن أَمْرَ الله وقضاءه بالموت (إلا أَعْجَل) وأَسْرَعَ (من ذلك) أي: من الانتفاعِ بذلك الخُص؛ أي: ما أظُنُّ الموت على وجه الاحتمال إلا أن يكون أسرع من الانتفاع بهذا الخُص، فلا ينبغي للعاقل أن يَشْتَغِل بما يُتْعِبُهُ على كلِّ حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>