أو المراد: أنه ينبغي للعاقل أن يرى أنَّ الأَمْرَ والموت أسرعُ من الانتفاع بذلك بحيثُ لا يشتغل بشيء لا ينتفعُ به أصلًا، وليس المرادُ: إخباره جزمًا بأن يكون موتُه قريبًا. انتهى "س".
قوله:"إِلا أَعْجَل من ذلك" وفي روايةٍ قال: (الأَمْرُ أسرعُ من ذلك) قيل: الأجلُ أقربُ مِن تَخرُّبِ هذا البيتِ؛ أي: أَنْ تُصلِح بيتك خشيةَ أَنْ يَهْدِمَ قبل أن تمُوت، وربَّما تموت قبل أن يَنْهَدِم، فإصلاحُ عملك أَوْلَى من إصلاح بيتك.
قال الطيبي: أي: كوننا في الدنيا كعَابِرِ سبيل أو كراكبٍ مُستظلٍ تحتَ شجرة .. أَوْلَى مِمَّا أنت فيه من اشتغالك بالبناء. انتهى من "التحفة".
وعبارةُ "التحفة": قال في "القاموس": الوَهْيُ: الشقُّ في الشيء، وجَمْعُه وُهِيٌّ وأوهية، يقال: وَهَى الشيء كوَعَى ووَلِيَ؛ إذا تخرق وانشق واسترخى رِبَاطُه.
(فقال: ما أرى) بضم الهمزة (الأجل) أي: الأجل والموت (إلا أَعْجَلَ من ذلك) وفي رواية: (الأمر) أي: الأجلَ (أسرعَ من ذلك) قيل: معناه: الأجل أقربُ مِن تخرُّبِ هذا البيت، أي: أقربُ مِن أَنْ تُصلِحَ بيتَك خشيةَ أن يَنْهَدِم قبل أن تموت، وربما تموت قبل أن ينهدم، فإصلاح عملك أولى من إصلاح بيتك. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما جاء في البناء، والترمذي في كتاب الزهد، باب قصر الأمل، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح، وأحمد في "المسند"، وابن حبان في "صحيحه".