للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ .. لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا".

===

(قال: سمعت عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (يقول).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات؛ لأن عبد الله بن لهيعة هنا ثقة؛ لأنه روى عنه أحد العبادلة.

أي: قال عمر: (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لو أنكم) أيها المؤمنون كنتم (توكلتم) أي: اعتمدتم (على الله حق توكله) أي: حق التوكل عليه وكامله؛ بأن تعلموا يقينًا أن لا فاعل إلا الله وأن لا معطي ولا مانع إلا هو، ثم تسعوا في الطلب بوجه جميل وتوكلٍ .. (لرزقكم) الله تعالى؛ أي: لأعطاكم الرزق بسهولة لا كلفة فيها ولا تعب (كما يرزق الطير) أي: رزقًا كرزق الطير بسهولة.

قال السندي: قوله: (حق توكله) بألا يخطر ببالكم مداخلة لغيره تعالى في الرزق أصلًا (لرزقكم) كل يوم رزقًا جديدًا من غير أن تحتاجوا إلى حفظ المال، ولا يلزم منه ترك السعي في تحصيل ذلك الرزق بالخروج والحركة؛ فإن السعي معتاد في الطير. انتهى.

حالة كون الطير (تغدو) أي: تذهب أول النهار وتخرج صباحًا حالة كونها (خماصًا) - بكسر الخاء المعجمة - جمع خميص؛ أي: جياعًا (وتروح) أي: ترجع آخر النهار أوكارها، حالة كونها (بطانًا) - بكسر الباء الموحدة - جمع بطين؛ وهو عظيم البطن؛ والمراد: شباعًا ممتلئة البطون.

قال الهناوي: تغدو بكرةً وهي جياع، وتروح عشاءً وهي ممتلئة الأجواف، فالكسب ليس برازق، بل الرازق هو الله تعالى، فأشار بذلك إلى أن التوكل ليس

<<  <  ج: ص:  >  >>