للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيف، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ؛ فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْر .. فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ،

===

أي: عند الله سبحانه وتعالى (من المؤمن الضعيف) أي: المتصف بالضعف فيما ذكر.

قال النووي: والمراد بالقوة هنا: عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد، وأسرع خروجًا إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمةً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها، ومحافظة عليها، ونحو ذلك.

(وفي كل) من القوي والضعيف (خير) لاشتراكهما في الإيمان، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات (احرص) أيها المؤمن - بكسر الراء وفتحها - من بابي ضرب وعلم؛ أي: كن شديد الحرص والإقبال (على) تحصيل (ما ينفعك) في الدنيا والآخرة؛ أي: احرص على طاعة الله تعالى والرغبة فيما عنده (واستعن بالله) أي: واطلب الإعانة من الله تعالى على تحصيل ما ينفعك (ولا تعجز) - بكسر الجيم وفتحها - من بابي ضرب وعلم أيضًا؛ أي: لا تكسل عن طلب الطاعة ولا عن طلب الإعانة عليها.

(فإن غلبك) وأصابك ووقع بك ونزل (أمر) أي: شيء مما لا يوافقك ويشق تحمله عليك .. (فقل): هذا الأمر (قدر الله) أي: ما قدره الله عَليَّ في سابق علمه وقضائه (وما شاء) الله سبحانه من أوامره (فعل) أي: أَوْجَد خيرًا كان أو شرًّا، لا يُسأل عما يفعلُ وهم يسألون، وفي رواية: (ولا تقل: لو أني فعلتُ كذا وكذا) من الأسباب التي تعارضه ... (لما أصابني) هذا الأمر،

<<  <  ج: ص:  >  >>