للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، قَالَ: "إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ .. فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ، وَأَجْمِعِ الْيَأْسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ".

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عثمان بن جبير، وهو مختلف فيه.

(قال) أبو أيوب: (جاء رجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال) له: (يا رسول الله؛ علمني) أمرًا من أمور الدين يقربني إلى ربي (وأوجز) أي: اقتصر على خلاصة ذلك الأمر؛ ليكون أسهل عليَّ في الضبط والحفظ، أو: أَدِّ ذلك العِلْمَ المطلوب لي بكلام مختصر موجز لفظًا، جامع للعلم الكثير معنىً، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليم ذلك الأمر لي بكلام موجز: (إذا قمتَ في صلاتك .. فصلِّ صلاة مودع) اسم فاعل؛ من التوديع؛ أي: كن في صلاتك كأنك تصلي آخر صلاتك في الدنيا في الخشوع والتذلل لله، والإقبال عليه قلبًا وقالبًا (ولا تكلَّم بكلام تعتذر منه) أي: من ذلك الكلام بأنك جاهل بحرمته، أو ناس في تكلمك به، أو أنك لم تقصد به إيذاء أحد (وأَجمع اليأس) والقنوط في قلبك (عما في أيدي الناس) أي: عن سؤال ما في أيدي الناس من المال، ولو كانت بك خصاصة وجوع يلجئك إلى السؤال؛ أي: اعتقد واعزم بقلبك على ترك سؤال ما في أيدي الناس.

قال البوصيري: هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ عثمانُ بن جبير قال الذهبي في "الطبقات": مجهولٌ، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري وأبو حاتم: روى عن أبيه عن جده عن أبي أيوب، وروى عنه أحمدُ بن منيع في "مسنده" فقال: حدثنا علي بن عاصم عن

<<  <  ج: ص:  >  >>