الرجل (الذي يجلس) عند الحكيم حالة كونه (يسمع) أي: يستمع (الحكمة) أي: ينقلها عنه ليخبر الناس (ثم لا يحدث) تلك الحكمة (عن صاحبه) الحكيم للناس (إلا بشرِّ) وأقبح (ما يسمعـ) ـه منها؛ لأن صاحب الحكمة لا يخلو عن سهو ونسيان وخطأ، فالناقل إذا لم ينقل عنه إلا ما جرى فيه شيء من المذكورات؛ أي: من الخطأ والنسيان .. فمثله (كمثل رجل أتى راعي) غنم.
(فقال) ذلك الرجل الآتي إلى الراعي: (يا راعي) الغنم (أجزرني) - بجيم وزاي معجمة وراء مهملة - من أجزر الرباعي؛ أي: اذبح لي (شاة) نفيسة (من غنمك) فـ (قال) الراعي للرجل الآتي إليه يسأل شاة: (اذهب) إلى غنمي (فخذ) منها، وأمسك (بأُذُنِ خيرها) وأنفسها، فاذبحه لنفسك (فذهب) الرجل السائل إلى غنمه (فأخذ) وأمسك ذلك السائل (بأذن كلب الغنم) أي: بأذن كلب يرعى الغنم خطأً من غير تعمد للكلب، يقال: أجزرته؛ إذا أعطيته شاة يذبحها، قال السيوطي: شاة تصلح للذبح، فأخذ كلبًا خطأً لكونها سمينة تشبه الغنم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن حماد بن سلمة، فذكره بإسناده بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يحدث بالحكمة فلا يحدث إلا بشر ما سمع .. كمثل الذي يقال له: ادخل الزَّرِبَ - مراحَ الغنم أو مَرْعَاها - فخذ أسمنَ شاة فيها، فخرج بالكلب يقودُه" ورواه أحمد بن منيع في "مسنده" حدثنا يزيد، حدثنا حماد بن سلمة، فذكره كما رواه ابن ماجه.