(فمن نازعني واحدًا منهما) أي: من الوصفين؛ ومعنى نازعني: تخلَّق بذلك، فيصير في معنى المشارك بي فيهما .. (أَلْقَيْتُه) أي: رَمَيْتُه انتقامًا منه (في) نار (جهنم) أعاذنا الله تعالى منها.
ظاهرُ هذا الحديث يعطي الفرق بينهما، ويَظْهَرُ من كتب اللغة أنه لا فرق بينهما، فتوقَّف فيه بعضُهم، وفزقَ آخرون، فقالوا: الكبرياء: كونه متكبرًا في ذاته، استكبره غيره أم لا، والعظمة: كونه يستعظمه غَيْرُهُ، فالكبرياء: صفة ذاتية، وهي أرفع من العظمة؛ لكونها إضافية، فشبهت بالرداء الذي هو أرفع من الإزار.
وقيل: العظمةُ باعتبار كون الذات لا يُدْرَكُ كُنْهه، والكبرياء باعتبار الترفع على الغير، فشبَّه العظمةَ بالإزار الذي هو لازم لا بد منه، والثانيَ بالرداءِ الذي فيه زيادة التزين والترفع. انتهى "س".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود، في كتاب اللباس، باب ما جاء في الكبر.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود، والله أعلم.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٩٤) - ٤١١٨ - (٣)(حدثنا عبد الله بن سعيد) بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة سبع وخمسين ومئتين (٢٥٧ هـ). يروي عنه:(ع).