للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي؛

===

(عن عطاء بن السائب) أبي محمد، ويقال: أبو السائب الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (١٣٦ هـ). يروي عنه: (خ عم).

(عن الأغر أبي مسلم) المدني، نزيل الكوفة، وهو غير سليمان الأغر الذي يكنى أبا عبد الله، وقد قلبه الطبراني فقال: اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله، ثقة، من الثالثة. يروي عنه: (م عم).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيما يروي عن ربه: (يقول الله سبحانه: الكبرياءُ ردائي، والعظمةُ إزاري) ضربهما مثلًا في انفراده بصفة الكبرياء والعظمة، وأَنْ لَيْسَا هما كسائر الصفات التي قد يتصف بها غيره تعالى مجازًا؛ كالكرم والرحمة، كما لا يشاركُ الإنسانَ في إزارِهِ وردائِه أحدٌ من الناس.

قال الخطابي: معنى هذا الكلام: أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه اختص بهما، لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما؛ لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل.

وضرب الرداء والإزار مثلًا في ذلك؛ يقول - والله أعلم -: كما لا يشركُ الإنسان في ردائِه وإزارِه أحدٌ .. فكذلك لا يَشْرُكُني في الكبرياء والعظمة مخلوقٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>