للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا.

===

جدعان، وهو ضعيف عند الجماهير، أو الحسن إن قلنا: إنه مختلف فيه.

(قال) أنس: (إن) - بسكون النون - لأنها مخففة من الثقيلة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها؛ أي: إنه؛ أي: إن الشأن والحال (كانت الأمة) أي: إن كانت الأنثى الرقيقة (من أهل المدينة لتأخذ) أي: لتمسك (بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ينزع) ويأخذ (يده) الشريفة (من يدها) أي: من يد الأمة؛ أي: إنه يتبعها إلى حيث مالت به وذهبت (حتى تذهب به) صلى الله عليه وسلم (حيث شاءت) أي: إلى أي مكان شاءت (من المدينة) الذهاب به إليه (في حاجتها) أي: لأجل قضاء حاجتها لها في ذلك المكان؛ أي: إنه يتبعها إلى حيث مالت وذهبت به إليه، والمقصود من الأخذ باليد: لازمه؛ وهو الرفق والانقياد لها.

وقد اشتمل هذا الكلام على أنواع من البلاغة: وهي التواضع، لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عم بلفظ: (الأمة) أي أمة كانت، وبقوله: (حيث شاءت) أي: من الأمكنة.

والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة .. لساعدها على ذلك، وهذا دال على مزيد تواضعه وبرائته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم.

وقد ورد في ذم الكبر ومدح التواضع أحاديث كثيرة؛ من أصحها: ما أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقيل: إن الرجل يحب أن

<<  <  ج: ص:  >  >>