للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ؛ إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ

===

(عن أبي ذر) الغفاري جندب بن جنادة المدني ثم الربذي، من كبار الصحابة رضوان الله تعالى عليه وعليهم، أسلم قديمًا وهاجر أخيرًا فلم يشهد بدرًا، مات سنة اثنتين وثلاثين (٣٢ هـ) في خلافة عثمان. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه إبراهيم بن المهاجر، وهو مختلف فيه.

(قال) أبو ذر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أرى ما لا ترون) أي: أبصر ما لا تبصرون؛ كالجنة والنار؛ بدليل قوله: (وأسمع ما لا تسمعون) كأطيط السماء وصوتها؛ لكثرة الملائكة عليها، واهتزاز العرش؛ لموت سعد بن عبادة.

(إن السماء أطت) - بفتح الهمزة والطاء المهملة المشددة - قال في "النهاية": الأطيط: صوت الأقتاب؛ وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها؛ أي: إن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط؛ فإنما هو كلامُ تقريب أريد به: تقرير عظمة الله تعالى. انتهى "سندي".

(وحق) بالبناء للمعلوم أو للمجهول؛ أي: ثبت (لها أن تئط) أي: تصوت؛ لأنها ثقلت بكثرة الملائكة الموجودة فيها، وإنما حق لها ذلك؛ لأنه (ما فيها) أي ليس في السماء؛ أي: في جنسها الشامل لكلها (موضع) أي: قدر (أربع أصابع) (موضع) بالرفع على الابتداء، والجار والمجرور قبله خبر مقدم عنه؛ لبطلان عمل (ما) الحجازية، بفقدان ترتيب معموليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>