للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِله، وَاللهِ؛ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ .. لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَات، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى

===

(إلا) أداة استثناء مفرغ (وملك) الواو: واو الحال، ملك: مبتدأ (واضع) خبره (جبهته) مفعولٌ لواضع (ساجدًا لله) حال من الضمير المستكن في واضع، والاستثناء من أعم الأحوال؛ والتقدير: وحق لها أن تئط؛ لأنه ما فيها موضع يسع أربع أصابع في حال من الأحوال إلا حالة كون ملك من الأملاك واضع فيه جبهته حالة كون ذلك الملك ساجدًا لله تعالى.

قال القاري في "المرقاة" (٩/ ٢٠٧): معنى قوله: "ساجدًا" أي: منقادًا لله؛ ليشمل ما قيل: إن بعضهم قيام، وبعضهم ركوع، وبعضهم سجود؛ كما قال تعالى حكايةً عنهم: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} (١).

وقيل: إنما خص ساجدًا باعتبار أغلبهم، أو هذا مختص بإحدى السماوات السبع، ثم اعلم أن (أربع أصابع) بغير (هاء) في "ابن ماجه" و"جامع الترمذي" ومع (الهاء) في "شرح السنة" وبعض نسخ "المصابيح".

قلت: سبب الاختلاف؛ لأن الإصبع يذكر ويؤنث.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله؛ لو تعلمون ما أعلم) من الأهوال والأحوال التي في الدنيا عند نزع الروح، وفي البرزخ من سؤال القبر وضغطته، وفي يوم القيامة.

(لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا) فيه من المحسنات البديعية: مقابلة الضحك بالبكاء، والقلة بالكثرة، (وما تلذذتم) أي: استمتعتم (بالنساء على الفرشات) جمع فرش وفراش (ولخرجتم) من بيوتكم ومنازلكم (إلى


(١) سورة الصافات: (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>