الصعدات) - بضمتين - أي: إلى الطرق والشوارع جمع صعد، وصعد جمع صعيد؛ كطريق وطرق وطرقات، وقيل: جمع صعدة؛ كظلمة وظلمات؛ وهي فناء باب الدار وممر الناس بين يديه؛ أي: ولخرجتم إلى الصعدات، حالة كونكم (تجأرون) أي: ترفعون أصواتكم متضرعين (إلى الله) تعالى، ومتذللين بين يديه تعالى، وتستغيثون به تعالى في دفع البلاء عنكم (والله) الذي لا إله غيره (لوددت) وأحببت وتمنيت (أني كنت شجرة تعضد) بالبناء للمفعول؛ أي: تقطع وينتفع بها، لا إنسانًا حيًّا خلق لفتنة.
قال الحافظ: هذه الجملة الأخيرة؛ أعني قوله: "والله؛ لوددت" من كلام أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه مدرج في الحديث؛ كما قال الترمذي، ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال:(والله؛ لوددت ... ) إلى آخره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الزهد، باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم .. لضحكتم قليلًا"، وقال: هذا حديث حسن غريب.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي ذر بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١١٠) - ٤١٣٤ - (٢)(حدثنا محمد بن المثنى) العنزي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (٢٥٢ هـ). يروي عنه:(ع).