للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا أرْبَعُ سِنِينَ {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}.

===

الآتية؛ أي: يعاتب المسلمين بتلك الآية ويلومهم (إلا أربع سنين) وتلك الآية قوله تعالى: ({وَلَا يَكُونُوا}) أيها المسلمون ({كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}) (١).

قوله: (لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية) أن مصدرية، وجملة قوله: (يعاتبهم الله بها) حال من الآية؛ أي: حالة كون نزول الآية يعاتب الله بها المؤمنين؛ والمعنى: لم يكن بين إسلام المؤمنين وبين نزول هذه الآية، والحال أنه قد كان نزولها لمعاتبتهم؛ أي: لم يكن بين إسلامهم وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنين.

و(الأمد) - محركة -: الغاية والمنتهى، كذا في "القاموس".

وللإنسان أمدان: مولده وموته؛ أي: تراخى عليهم زمان الموت، فوقعوا في انهماك لذات الدنيا.

قوله: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ..... } إلى آخره: نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالذين أوتوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى، لما تطاول عليهم الأمد .. بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم، واشتروا ثمنًا قليلًا، ونبذوه وراء ظهورهم، وأقبلوا على الآراء المختلفة، والأقوال المؤتفكة، وقلدوا الرجال منهم في دين الله تعالى، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، فعند ذلك قست قلوبهم فلا يقبلون موعظةً، ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد {وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} أي: خارجون عن طاعة الله تعالى في أعمالهم، فقلوبهم فاسدة؛ وأعمالهم باطلة؛ كما قال تعالى في آية أخرى:


(١) سورة الحديد: (١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>