للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وما زال هذا الشرح يضيء، وبدقائق العلوم يجيء؛ حتى بدا غرةً على جبهة الزمان، يزهو بحُللٍ فيها من كل الألوان.

فجزى الله تعالى شارحه العالم العلامة، الذي سار على نهج أهل التقوى والاستقامة، فعلَّمه الله كما وعد في كتابه وسدَّد كلامه، وحفظه الله فكان من خَلْفه علامة، وعلى خدِّ الزمان شامة، أرشد الحيارى في دجى هذا الزمان الذي عمَّ ظُلمه وظَلامه، شيخنا المسند الشيخ محمد الأمين بن عبد الله الأثيوبي الهرري نزيل مكة المكرمة، حفظه الله تعالى ورعاه وصان حماه ولنفع الأمة أدامه، حقَّق الله سؤاله، وبلَّغه آماله.

لقد جاء شرحه لهذا السِّفر كالعقد على جيد الحسناء، وكالبدر في ليلةٍ ظلماء، زيَّن به الكتاب، وحلَّى بلطيف عباراته الأبواب، فكان كالدُّرِّ المنظوم، أخرج منه مخبَّآت العلوم، التي غابت عن أهل العقول والفهوم.

شرح مجمله، وفسَّر غامضه، وأوضح مشكله، وأودع فيه الجواهر واللآلِ، والفوائد والمعاني، أبان هذا الشرح عن عِظَم شارحه، ودقَّة عبارته، وغزارة علمه، وعمق فهمه، فأغنى به من بعده، وزاد فيه على من قبله، فأظهر فيه ما خبأ في كتب المتأخرين، وأوضح فيه ما غاب عن أذهان المتقدمين، وضمَّ فيه شمل المتفرق، وهذا في حد ذاته هدف يُؤلِّف من أجله أساطينُ المؤلفين.

فكان بحقٍّ مرشد ذوي الحجا والحاجة لكل طالب ذي حاجة، ففيه من العلوم .. ما يغني أهل الخصوص والعموم، فقد ذكر فيها من علوم العربية والسيرة والتراجم ما يغني الطالب عن الرجوع إلى كتب تلك العلوم، وأوضح فيه بعض عقائد أهل السنَّة، التي أزاحت بنور شمسها عن قلوب ضعفة أهل الإيمان الظلمةَ فيه، والشيخ حفظه الله تعالى يدلي بدلوه، ويرجح في المسائل التي ثار فيها الخلاف، معتمدًا على الأدلة التي يسوقها، وهذا من خصائص هذا الشرح المبارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>