ووقع عند أبي عوانة في "صحيحه" وابن حبان من طريق عبد الله بن عياش القتباني عن ابن عجلان عن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني عن الشعبي، ورواه أبو عوانة أيضًا من طريق أبي ضمرة عن ابن عجلان عن عبد الله بن سعد عن الشعبي، فكأنه اختلف في اسم أبيه: هل هو سعيد أو سعد، وعلم مما ذكر أنه أرسل عن عائشة؛ لأنه لم يدركها، بل إنما روى عن الشعبي عن عائشة، وقال الحافظ: ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(م ت ق).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته؛ لأن عبد الرحمن لم يدرك عائشة، وحكمه: الحسن؛ لأن رجاله ثقات، ولكنه أرسل؛ لأن عبد الرحمن لم يدرك عائشة.
(قالت) عائشة: (قلت: يا رسول الله؛ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ}) أي: يفعلون ({مَا آتَوْا}) أي: ما فعلوا من الأفعال القبيحة في الجاهلية ({وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ})(١) أي: خائفة من المؤاخذة بتلك الأعمال القبيحة التي فعلوها في الجاهلية (أهو) أي: هل هذا الخائف هو (الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر) في الجاهلية، كأنها زعمت أن الخوف إنما يناسب الأفعال القبيحة دون الصالحة، فحملت قوله:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}؛ أي: يؤدون ما يؤدون من الأعمال القبيحة في الجاهلية؛ أي: يفعلون على خوف من المؤاخذة بها.
فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يا بنت أبي بكر، أو) قال لها: ليس الأمر كما زعمت (يا بنت الصديق) بالشك من الراوي؛ أي: