للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ؛ فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي .. فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ".

===

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل) في الأحاديث القدسية: (أنا أغنى الشركاء) اسم التفضيل مجرد عن معنى الزيادة؛ أي: أنا غني (عن الشرك) - بكسر الشين وسكون الراء - أي: عن المشاركة مع الشركاء (فمن عمل لي عملًا) صالحًا (أشرك فيه) أي: في ذلك العمل (غيري) معي.

وفي رواية مسلم: (أشرك فيه معي غيري) إما بأن يشركه في العمل صراحة؛ كأن يقول: ذبحت لله وللنبي، أو وللولي، وقصده تعظيم للنبي كتعظيم لله، أو لعبادة؛ وهو الشرك الجلي، وإما بأن يطلب من وراء العمل رضاء غير الله تعالى، وإن لم يصرح بالشرك؛ وهو الشرك الخفي الذي يسمى رياءً أو سمعةً أو محمدةً؛ أي: من أشرك في ذلك (معي) أي: مع طلب رضائي طلب رضاء غيري .. (فأنا منه) أي: من قبول ذلك العمل (بريء وهو) أي: ذلك العمل كائن (للذي أشركـ) ـه معي خاصة.

وفي رواية مسلم: (تركته وشِركَه) منصوب على أنه مفعول معه؛ والشرك ها هنا بمعنى: الشريك؛ يعني: تركته مع الشريك الذي أراد هو رضاءه، ولا أقبله لنفسي، فيكون عمله باطلًا لا ثواب فيه.

ويحتمل أن يكون الشرك على معناه المصدري؛ يعني: تركته على شركه؛ استدراجًا له حتى يستحق العذاب، أعاذنا الله منه وجميع المسلمين.

قال النووي: قوله: "أنا أغنى الشركاء ... " إلى آخره .. معناه: أنا غني عن المشاركة وغيرها؛ فمن عمل شيئًا لي ولغيري .. لم أقبله، بل أتركه لذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>