للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكُنْ قَنِعًا .. تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاس، وَأَحِبَّ لِلنَاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ .. تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحَسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ .. تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ".

===

أي: أكثر الناس عبادة لربك؛ وذلك لأن العبادة بترك المنهيات والشبهات أهم منها بفعل المأمورات (وكن) في الدنيا (قنعًا) - بكسر النون - أي: مكتفيًا بقدر الحاجة .. (تكن أشكر الناس) فإن من أعظم الشكر .. الرضا بما تيسر لك من الدنيا (وأحب للناس) المؤمنين (ما تحبـ) ـه (لنفسك) من الخيرات الدنيوية والأخروية .. (تكن مؤمنًا) أي: متصفًا بكامل الإيمان؛ فإن ذلك من مراعاة حقوق أخوة الإيمان الكامل، حتى كأن المرء لا ينظر إلى نفسه ولا إلى غيره إلا إلى الإيمان، فلاشتراكه ينظر إلى أهله على السوية، فلا يرجح النفس على الغير.

(وأَحْسِنْ) حقوقَ (جوار من جاورك) في البيت أو المعاملة أو المدارسة .. (تكن مسلمًا) أي: متصفًا بالإسلام الكامل؛ فإن الأخذ بالإسلام يقتضي المسالمة أو السلم، وقد جاء في الحديث الصحيح: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وأعظمُ ذلك مراعاة الجار (وأَقِلَّ) من الإقلال؛ أي: أَقْلِل (الضحك) والفرح بمتاع الدنيا (فإن كثرة الضحك تُميت القلب) أي: تَنقصُ نُورَ الإيمان من القلب؛ أي: فإن كثرةَ الضحك المُورثةَ للغفلة عن الاستعداد للموت وما بعده من أهوال يوم القيامة .. تميت القلب؛ أي: إن كان قلبه حيًّا بنور الإيمان، ويزيد اسوداده إن كان ميتًا كذا في "المرقاة" (٩/ ٢٥).

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ ولكن أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو يعلى، وأبو نعيم في "الحلية".

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح وإن كان سنده حسنًا؛ لعنعنة مكحول

<<  <  ج: ص:  >  >>