من الفريقين (بـ) حصول (الثناء الحسن) للفريق الأول (و) بحصول (الثناء السيئ) للفريق الثاني (أنتم) يا أهل الأرض (شهداء الله) في الأرض؛ يشهد (بعضكم) لبعض بالجنة، ويشهد بعضكم (على بعض) آخر بالنار.
قوله:"بالثناء الحسن" أي: فمن أثنيتم عليه ثناءً جميلًا .. فهو من أصحاب الجنة، ومن ذكرتموه بالقبيح .. فهو من أهل النار، قيل: هذا مخصوص بالصحابة، وقيل: فيمن كان على صفتهم في الإيمان، وقيل: هذا إذا كان الثناء مطابقًا لأفعاله.
وقال النووي: الصحيح أنه على عمومه وإطلاقه؛ فكل مسلم مات، فألهم الله الناس أو معظمهم الثناء عليه .. كان ذلك دليلًا على أنه من أهل الجنة، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا؛ إذ العقوبة غير واجبة، فإلهام الله الثناء عليه دليل على أنه شاء المغفرة له. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ لكن رواه الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنديهما" عن يزيد بن هارون به، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، والدارقطني في "سننه"، والحاكم في "المستدرك"من طريق نافع عن ابن عمر به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورواه البيهقي في "سننه" عن الحاكم به، وله شواهد أخر غير ما ذكرناه.
فدرجته: أنه حسن بالنظر إلى سند المؤلف، وصحيح بغيره بالنظر إلى شواهده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي زهير بحديث كلثوم الخزاعي رضي الله تعالى عنهما، فقال: