للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال القاري بعد نقل كلام الطيبي هذا: وفيه أن اعتبار الغلبة في جانب الزيادة على سبعين واضح جدًّا، وأما كون الغالب في آخر عمر الأمة ستين سنة في غاية من الغرابة المخالفة؛ لما هو ظاهر في المشاهدة .. فالظاهر أن المراد به: أن عمر الأمة من سن المحمود الوسط المعتدل الذي مات فيه غالب الأمة .. ما بين العددين؛ أعني: الستين والسبعين؛ منهم: سيد الأنبياء، وأكابر الخلفاء؛ كالصديق والفاروق والمرتضى وغيرهم من العلماء والأولياء، ممن يصعب فيه الاستقصاء. انتهى.

وقال الحافظ في "الفتح" بعد ذكر هذا الحديث: قال بعض الحكماء: الأسنان أربعة: سن الطفولة، ثم الشباب، ثم الكهولة، ثم الشيخوخة؛ وهي آخر الأسنان، وغالب ما يكون ما بين الستين والسبعين، فحينئذ يظهر ضعف القوة بالنقص والانحطاط، فينبغي له الإقبال على الآخرة بالكلية؛ لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

قلت: والصواب: أنه حسن لسنده، صحيح بغيره؛ لأن له شواهد من حديث أبي هريرة وغيره، أخرجه أبو يعلى وغيره، وغرضه: الاستشهاد به خامسًا لحديث ابن مسعود.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>