وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة، لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) حنظلة: (كنا) معاشر الصحابة (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكَّرنا) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من التذكير؛ أي: وعظنا بذكر نعيم (الجنة و) ذكر شدة عذاب (النار حتى) تَلِينَ قلُوبُنَا بوعظه لنا بذكرهما، وكُنَّا (كأنَّا) نراهما (رَأْيَ العين) أي: رؤية حقيقية لا شك فيها.
قال القرطبي: الذي قرأتُه وقيدتُه (رَأْيَ عيني) بالنصب على المصدرية؛ كأنه قال:(حتى كانا نراهما رَأْيَ العَينِ).
وقال القاضي: ضبطناه بالضم؛ أي:(حتى كأن رؤيتَنا إياهما رأيُ العين) أي: رؤية بعين حقيقة.
قال حنظلة:(فقمت) من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا (إلى أهلي) وزوجتي (و) إلى (ولدي) أي: أولادي (فـ) لما وصلت إلى أهلي وولدي .. (ضحكت) مع زوجتي (ولعبت) مع أولادي (قال) حنظلة: (فذكرت) بقلبي الحال (الذي كنا فيه) أي: كنا عليه ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من لِينِ قُلوبِنا بوعظه (فخرجت) من عند أهلي وولدي (فلقيت أبا بكر) الصديق رضي الله تعالى عنه (فقلت) لأبي بكر: (نافقت نافقت) يا أبا بكر، كرره؛ للتأكيد؛ أي: صرت منافقًا يخالف ظاهره باطنه، وهذا منه إنكار على نفسه؛ لما وجد منها في حال خَلْوَتِها خلافَ ما يَظْهَرُ منها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فخاف أن يكون ذلك من أنواع النفاق، وأراد مِنْ نفسه أن يَسْتَدِيم تلك الحالةَ التي كان يجدها عند موعظة النبي صلى الله