عليه وسلم، ولا يشتغل عنها بشيء من شواغل الدنيا. انتهى من "المفهم".
(فقال أبو بكر) لحنظلة: (إِنَّا) معاشر الصحابة كنا (لنفعله) أي: لنفعل ما ذكرته من المضاحكة والملاعبة مع الأهل والأولاد إذا رجعنا إلى بيتنا (فذهب حنظلة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذكره) أي: ذكر ما يفعله إذا رجع إلى بيته من المضاحكة والملاعبة مع الأهل والأولاد (للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال) له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا حنظلة؛ لو كنتم كما تكونون عندي) أي: على الحالة التي تكونون عليها عندما كنتم عندي من الإقبال إلى الله سبحانه قَلْبًا وقَالَبًا .. (لصافحتكم الملائكة) حالة كونكم مضطجعين (على فرشكم، أو) قال - شكٌّ من الراوي أو مِمَّنْ دونه -: (على طرقكم) أي: حالة كونكم ماشين في طرقكم؛ أي: لصافحت الملائكة بأيديهم أيديكم، والحال أنكم مضطجعون على فرشكم، وماشون في طرقكم، وفي جميع أحوالكم، ولكن (يا حنظلة) اجعل (ساعة) من أوقاتك (لربك) أي: لذكر ربك (و) اجعل (ساعة) لراحة نفسك.
يعني: أنك تستحضر الجنة والنار وتذكر ربك ساعةً، وتشتغل بحوائجك ساعة أخرى، وهذا لا محظور فيه شرعًا ما لم يرتكب محظورًا من محظورات الشرع.
وقوله:"لصافحتكم الملائكة ... " إلى آخره؛ يعني: كنتم حينئذ أفضل من الملائكة؛ لاستدامة الذكر، بالرغم من دواعي النسيان؛ فإن الملائكة وإن كانوا يداومون الذكر، لكنهم بمعزل عن دواعي الغفلة والنسيان.