للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ؛ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا".

===

مقبول، من الثالثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويروي عنه: (خ د س ق).

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته؛ وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قالت) عائشة: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة؛ إياك ومحقرات الأعمال) و (إياك) منصوب على التحذير؛ أي: باعدي نفسك عن ارتكاب الأعمال المحقرة وصغائر الذنوب.

قال السندي: ومحقرات الأعمال: هي ما لا يبالي المرء بها من الذنوب؛ لصغرها، ويرتكبها؛ لعده إياها صغائر؛ لأن اجتناب الكبائر يكفرها؛ كما في الحديث الصحيح (فإن لها) أي: لِمحقَّرات الأعمالِ وصغائرِها (من الله طالبًا) أي: طالبًا من ملائكة الله عز وجل ومفتشًا وباحثًا عنها، فلربما يؤخذ بها صاحبها.

قال المناوي في "الفيض" (٣/ ١٢٧): أي: صغائرها؛ لأن صغائرها أسباب تؤدي إلى ارتكاب كبارها، كما أن صغار الطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها.

قال الغزالي: صغائر المعاصي يَجرُّ بعضُها إلى بعض حتى تُفوِّتَ أهلَ السعادة بهدمِ أصلِ الإيمان عند الخاتمة.

قوله: (طالبًا) أي: مكلفًا بالبحث عنها، فيطلبها فيكتبها، فهي عند الله عظيمة، حيثُ خَصَّ لأجلها ملكًا.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له متابعات كثيرة، قال البوصيري:

<<  <  ج: ص:  >  >>