للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ"، وَسُئِلَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ: "الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ".

===

عليه وسلم في جواب السائل: أكثر العمل الذي يدخل أهل الجنة الجنة هو (التقوى) أي: امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.

قوله: (يدخل) - بضم الياء - من الإدخال؛ أي: سئل عن أكثر أسباب إدخالهم الجنة مع الفائزين، فقال: أكثر أسباب في إدخالهم الجنة (التقوى) ولها مراتب متفاوتة؛ أد ناها: التقوى من الشرك.

(وحسن الخلق) - بضمتين - أي: مع الخلق؛ وأدناه: ترك أذيَّتهم، وأعلاه: الإحسان إلى من أساء إليه منهم.

(وسئل) النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا (ما أكثر ما يدخل النار؟ ) أي: سئل: أي سبب أكثر من الأسباب التي تدخلهم النار؟

فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال ذلك السائل: أكثر الأسباب في إدخالهم النار (الأجوفان: الفم والفرج) لأن المرء غالبًا بسببهما يقع في مخالفة الخالق بتكلمه بكلمة الشرك، وقذفه للناس، وشتمه إياهم، وبزناه بفرجه يقع في الكبائر.

قال الطيبي في "شرحه على المشكاة": قوله: (تقوى الله) إشارة إلى حسن المعاملة مع الخالق؛ بأن يأتي بجميع ما أمر به من المأمورات، وينتهي عما نهى عنه، و (حسن الخلق) إشارة إلى حسن المعاملة مع الخلق.

وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة، ونقيضهما لدخول النار، فأوقع الفم والفرج مقابلا لهما، أما الفم .. فمشتمل على اللسان، وحفظه ملاك أمر الدين كله، وأكل الحلال رأس التقوى كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>