وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، وأيضًا فيه عطية العوفي، وهو ضعيف، فحكم هذا السند: أنه ضعيف؛ لما ذكر آنفًا، ولكن حديثه صحيح؛ لأن له شواهد صحيحة؛ كما سيأتي.
(قال) أبو سعيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله) - بفتح اللام؛ لأنه للابتداء - ولفظ الجلالة مبتدأ، خبره قوله:(أفرح) أي: أشد فرحًا (بتوبة عبده) إليه من ذنبه (من) فرح (رجل أضل) وضيع (راحلته بفلاة) أي: بصحراء لا أنيس فيها ولا ماء؛ أي: بصحراء كائنة (من الأرض فالتمسها) أي: فطلبها طلبًا شديدًا (حتى إذا أعيا) وعجز عن طلبها .. (تسجى) أي: تغطى (بثوبه) وجهه؛ ليموت في ذلك المكان؛ لشدة التعب والحزن على فقدها (فبينا هو كذلك) أي: فبينا أوقات كونه ملازمًا لذلك الحزن والتعب (إذ سمع) أي: فاجأه سماع (وجبة الراحلة) أي: سماع صوت وقعة رجل الراحلة على الأرض (حيث فقدها) أي: فاجأه سماع صوت وقرع رجلها على الأرض في المكان الذي فقدها فيه أولًا، فـ (حيث) ظرف مكان لسماعه صوت وجبتها، و (إذ) حرف فجاءة رابطة لجواب (بينا).
(فـ) لما سمع صوت وجبتها .. (كشف الثوب) الذي غطَّى به وجهه (عن وجهه فإذا هو) راءٍ (براحلته) في المكان الذي ضيعها فيه؛ والفاء: عاطفة و (إذا) فجائية؛ أي: فكشف عن وجهه، ففاجأه رؤية راحلته في المكان الذي ضيعها فيه، ففرح فرحًا شديدًا.