يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (١)، قال أبو اليسر: فأتيته، فقرأها عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحابه: يا رسول الله؛ ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس عامة)، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأبو اليسر: هو بفتح الياء والسين، واسمه كعب بن عمرو السلمي، وهو من البدريين.
(أصاب منها قبلة) أي: دون الفاحشة؛ وهي الزنا في الفرج (فأتى) ذلك الرجل (رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك) الذي أصاب من المرأة (له) أي: للنبي صلى الله عليه وسلم (قال) ابن مسعود: (فنزلت) هذه الآية في ذلك؛ يعني: قوله تعالى: {وَأَقِمِ} يا محمد أنت وأمتك {الصَّلَاةَ} المفروضة في {طَرَفَيِ النَّهَارِ} أي: جانبيه؛ يعني: في أوله وفي آخره؛ وهما الغداة والعشي؛ كما فسرهما به الثعلبي، وروي عن ابن عباس أنه فسرهما بصلاة الفجر وصلاة المغرب، وفسرهما الضحاك بالفجر والعصر، ومقاتل بالفجر والظهر؛ كما في "عمدة القاري".
{وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} أي: وفي ساعات من الليل؛ والزلف - بضم الزاي وفتح اللام - جمع زلفة - بضم الزاي وسكون اللام - كغرف وغرفة؛ وهي ساعة من أول الليل المتصل بالنهار، وفيها المغرب، وساعة من آخر الليل المتصل بالنهار، وفيها العشاء.
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} يعني: أن الحسنات تكون كفارة للصغائر، فإن ارتكب الإنسان صغيرة .. فإن الحسنات التي يأتي بها تكفر هذه الصغيرة، ولا يتعدى هذا الحكم إلى الكبائر؛ لما تقرر في موضعه أن الحسنات إنما تكفر