وأخرج أحمد وغيره من طريق عبس، ويقال: عابس الغفاري أنه قال: (يا طاعون؛ خذني، فقال له عليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يتمنين أحدكم الموت؟ ! " فقال: إني سمعته يقول: بادروا بالموت ستًّا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم ... ) الحديث، ذكره الحافظ في "فتح الباري"(١٠/ ١٢٨).
قوله:(فليقل: اللهم؛ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي ... ) إلى آخره، قال العراقي: لما كانت الحياة حاصلة، وهو متصف بها .. حسن الإتيان بـ (ما)؛ أي: ما دامت الحياة متصفة بهذا الوصف، ولما كانت الوفاة معدومة في حال التمني .. لم يحسن أن يقول:(ما كانت)، بل أتى بـ (إذا) الشرطية، فقال:(إذا كانت) أي: إذا آل الحال إلى أن تكون الوفاة بهذا الوصف. انتهى "س".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، وفي كتاب الدعوات، باب تمني المريض الموت، باب الدعاء بالموت والحياة، ومسلم في كتاب الذكر، باب كراهة تمني الموت؛ لضر نزل به، وأبو داوود في كتاب الجنائز، باب في كراهة تمني الموت مختصرًا، والترمذي في كتاب الجنائز، باب تمني الموت، وأحمد.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة الأول.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثمانية أحاديث:
الأول للاستدلال به على الترجمة، والبواقي للاستشهاد.