للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ؛ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا الْمَوْتَ .. فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ؛ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي".

===

(حدثنا عبد العزيز بن صهيب) البناني - بموحدة ونونين - البصري ثقة، من الرابعة، مات سنة ثلاثين ومئة (١٣٠ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم) أيها المسلمون، النفي بمعنى النهي (الموت؛ لضر نزل به) أي: في نفسه أو في أهله أو في ماله، بخلاف ما إذا كان في الدين، فلا يكره التمني لذلك (فإن كان لا بد) له من أن يكون (متمنيًا الموت .. فليقل) أي: فلا يتمنى صريحًا، بل يعدل عنه إلى التعليق بوجود الخير فيه؛ بأن يقول: (اللهم؛ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي) من الإحياء؛ أي: أبقني على الحياة (وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي).

قوله: "لضر نزل به" حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، فإن وجد الضر الأخروي؛ بأن خشي فتنة في دينه .. لم يدخل في النهي، ويدل عليه حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه الذي أخرجه أبو داوود وصححه الحاكم في القول في دبر كل صلاة، وفيه: (وإذا أردت بقوم فتنة .. فتوفني إليك غير مفتون) وعلى هذا يحمل ما روي عن بعض الصحابة في دعاء الوفاة؛ ففي "الموطأ" عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: (اللهم؛ إني كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط).

<<  <  ج: ص:  >  >>