قال ابن الجوزي: قال ابن عقيل: لله في هذا سر لا يعلمه إلا الله؛ لأن من أظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء يبني عليه.
ويحتمل أن يكون ذلك جعل علامة للملائكة، على إحياء كل إنسان بجوهره، ولا يحصل العلم للملائكة بذلك إلا بإبقاء عظم كل شخص؛ ليعلم أنه إنما أراد بذلك إعادة الأرواح إلى تلك الأعيان التي هي جزء منها، ولولا إبقاء شيء منها .. لجوزت الملائكة أن الإعادة إلى أمثال الأجساد لا إلى نفس الأجساد.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التفسير، باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}(١)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ما بين النفختين.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٥٧) - ٤٢١٠ - (٢)(حدثنا محمد بن إسحاق) بن جعفر أبو بكر الصاغاني، نزيل بغداد خراساني الأصل، وكان أحد الحفاظ الرحالين، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة سبعين ومئتين (٢٧٠ هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثني يحيى بن معين) بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن