العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ... إلى آخره.
والمراد بالعبادة: عمل الطاعات واجتناب المعاصي ظاهرًا وباطنًا، وعطف عليها عدم الإشراك؛ لأنه تمام التوحيد، والحكمة في عطفه على العبادة أن بعض الكفرة كانوا يَدَّعُون أنهم يعبدون الله، ولكنهم يعبدون آلهة أخرى، فاشترط نفي ذلك، والجملة حالية من فاعل (يعبدوه) والتقدير: يعبدونه حالة كونهم عادمين إشراك غيره تعالى به.
قال ابن حبان: عبادة الله: إقرار باللسان، وتصديق بالقلب والجنان، وعملٌ بالجوارح والأركان.
ولهذا قال في الجواب: فما حق العباد إذا فعلوا ذلك؟ فعَبَّر بالفعل، ولم يعبر بالقول، كذا في "الفتح".
قوله:"وحق العباد" بالنصب عطفًا على اسم إن، ويجوز رفعه على الابتداء والخبر جملة.
قوله:"ألا يعذبهم" قال القاري: ألا يعذبهم عذابًا مخلدًا، فلا ينافي دخول النار جماعة من عصاة هذه الأمة؛ كما ثبتت به الأحاديث الصحيحة.
قلت: لا حاجة إلى هذا التأويل؛ فإن عدم التعذيب إنما هو لمن عبده ولم يشرك به شيئًا.
والمراد بالعبادة: عمل الطاعات واجتناب المعاصي مع الإقرار باللسان والتصديق بالقلب؛ كما علمت، ومن كان كذلك .. لا يعذب مطلقًا، ويدخل الجَنَّة أولًا مُعافىً. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شواهد في "الصحيحين" في البخاري في كتاب الجهاد والاستئذان والرقاق، وفي مسلم والترمذي في