ما بين نواحيه بمقدار (ما بين الكعبة) المشرفة شرفها الله تعالى بكثرة زوارها (و) بين (بيت المقدس) وقوله: (أبيض) صفة لـ (حوضًا).
وقوله:(مثل اللبن) صفة لأبيض؛ أي: أبيض مماثل اللبن ومشابهه في بياضه، لا كمثل المنورة؛ لأن بياضه قانع، ولا كالنيلة؛ لأن بياضها رمادي (آنيته) أي: الأواني التي يشرب بها منه مثل (عدد النجوم) في السماء الصاحية في الليلة المظلمة (و) إنما أعطيت حوضًا واسعًا مثل ما ذكرته؛ لأن الشأن (إني لأكثر الأنبياء) كلهم (تبعًا يوم القيامة) لأن كثرة التبع تقتضي كثرة الشربة منه، والجملة تعليلية.
والأصل في الحوض: قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (١)، قال في "القاموس": الحوض معروف؛ من حاض الماء؛ إذا جمعه، ومنه: حاضت المرأة؛ إذا سأل دمها.
وقال في "الصحاح": الحوض واحد الأحواض والحياض، وحضت أحوض حوضًا، واستحوض الماء، إذا اجتمع؛ والمُحَوَّض - بالتشديد - شيء كالحوض يجعل للنخلة تشرب منه.
وقال ابن قرقول: والحوض: حيث تستقر فيه المياه؛ أي: تجتمع فيه؛ لتشرب منها الإبل. انتهى.
والمراد به هنا: الحوض الذي يكون للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة؛ كما تجيء صفاته في الأحاديث.