لا يزاحموا أمتي، أو لأنهم لا يستحقون ذلك؛ لأنهم بدلوا ديني، وهذا يدلُّ على أن أمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يميزون عن غيرهم بعلامة يعرفون بها؛ كالغرة والتحجيل، فلذلك قالوا: أتعرفنا؛ أي: لأذودن عن حوضي؛ صيانةً له من المشاركة فيه والمخالطة بغيرهم.
قوله:(قال: نعم) أي: نعم، أعرفكم عن غيركم بعلامة تميزكم عن غيركم؛ لأنكم (تردون علي) - بكسر الراء - من الورود؛ أي: تمرون علي (غرًّا) أي: حال كونكم غرًّا جمع الأغر؛ وهو من في جبهته بياض (محجلين) - بتشديد الجيم المفتوحة - جمع محجل؛ وهو الذي في يديه ورجليه بياض (من أثر الوضوء) - بضم الواو - أي: من أثر استعمال ماء الوضوء في أعضائه (ليست) تلك الصفة (لأحد غيركم) أي: غير أمتي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، وابن حبان.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي سعيد الخدري.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي سعيد بحديث ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٩٣) - ٤٢٤٦ - (٣)(حدثنا محمود بن خالد) السلمي أبو علي (الدمشقي) ثقةٌ، من صغار العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (٢٤٧ هـ) وله ثلاث وسبعون سنة. يروي عنه:(د س ق).