للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدُّنُسُ ثِيَابًا وَالشُّعْثُ رُؤُوسًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلَا يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ"، قَالَ فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: لكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَفُتِحَتْ لِيَ السُّدَدُ، لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي عَلَى جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ، وَلَا أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ.

===

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيدهم (الدُّنُس ثيابًا) - بضم المهملة والنون وقد يسكن - من الدَّنَس؛ وهو الوسخ؛ أي: المتوسِّخون؛ لقلة غسلها.

(والشُّعْث) - بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة - جمع أشعث - بالمثلثة - أي: المتفرقو الشعر؛ لقلة تعهدها (رؤوسًا) تمييز؛ أي: المتفرق شعور رؤوسهم؛ لعدم تعهدها بالدهن (الذين لا ينكحون) - بفتح الياء وكسر الكاف - أي: الذين لا يتزوجون النساء (المتنعمات) - بكسر العين - من التنعم.

وقيل: هو بضم التحتية وفتح الكاف بصيغة المجهول؛ أي: لو خطبوا المتنعِّمات؛ أي: المتنعمات بجمالهنَّ ومالهنَّ .. لَمْ يجابوا إلى تزويجهن لهم؛ لعدم كفائتهم لهن عند الناس.

(وَلَا يُفتح لهم السُّدَدُ) - بضم السين وفتح الدال الأولى من المهملتين - جمع سُدَّة؛ وهي بابُ الدار، سمي بذلك؛ لأن المَدْخَلَ يَسُدُّ به.

والمعنى: لو دقوا الأبواب واستأذنوا الدخول .. لَمْ يفتح لهم ولم يؤذن لهم في الدخول؛ لحقارتهم عند الناس.

(قال) أبو سلَّام: (فبكى عمر) بن عبد العزيز (حتى اخْضَلَّتْ) وابتلَّتْ، فهو مثله وزنًا ومعنىً (لحيتُه) بدموعه (ثم قال) عمر بن عبد العزيز: (لكني قد نكَحْتُ) وتزوَّجْتُ (المتنعمات وفتحت لي السدد، لا جرم) أي: حقًّا (أني لا أغسل ثوبي الذي على جسدي حتى يَتَّسِخَ) أي: يأخُذَ الوسخَ (وَلَا أدْهن) شَعْرَ (رأسي حتى يَشْعَثَ) أي: حتى يتفرَّق وينتَشِرَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>