يأذن فيه .. فهم المطرودون عن الحوض، المبعدون عنه، وأشدهم طردًا من خالف جماعة المسلمين؛ كالخوارج على اختلاف فرقهم، والروافض على تباين ضلالهم، والمعتزلة على أصناف أحوالهم، فهؤلاء كلهم مبدلون لدينهم، وكذا الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر والمستخفون بالمعاصي، وفي حديث كعب بن عجرة عند الترمذي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي؛ فمن غشيهم في أبوابهم فصدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم .. فليس مني ولست منه، ولا يرد عليَّ الحوض، ومن غشي أبوابهم ولم يصدقهم على كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم .. فهو مني وأنا منه، وسيرد عليَّ الحوض) كذا قال القرطبي.
قال ابن عبد البر: كل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله .. فهو من المطرودين عن الحوض، وأشدهم من خالف جماعة المسلمين؛ كالخوارج والروافض وأصحاب الأهواء، وكذلك الظَّلمَةُ المسرفون في الجور وطمس الحق، والمعلنون بالكبائر، وكل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر. انتهى.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي سعيد الخدري.