والمذكر والمؤنث في لغة الحجاز، ومنه قوله تعالى:{وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}(١) وأما في لغة بني تميم .. فتلحقها الضمائر البارزة بحسب من هي مسندة إليه؛ فتقول: هلمَّ وهلمَّا وهلمُّوا وهلمُمْن وهلمي؛ أي: أقبلوا إلي ولا تتولوا على أدباركم.
(فيقال) لي؛ أي: تقول لي الملائكة: اتركهم على حالهم فليرجعوا؛ لأنك لا تعرف ما فعلوا بعد فراقك من الدنيا (إنهم قد بدلوا) وغيروا دينك (بعدك، ولم يزالوا) بعد فراقك (يرجعون) عن دينك (على أعقابهم) أي: على ورائهم (فأقول) أنا بعدما سمعت ذلك من الملائكة: (ألا سحقًا سحقًا) - بضم الحاء وسكونها لغتان - أي: بعدًا بعدًا، ونصبه بتقدير: ألزمهم الله سحقًا؛ أي: طردًا من رحمته، والتكرير للتوكيد، أو سحقهم الله سحقًا؛ أي: أبعدهم الله من رحمته بعدًا.
وقد اختلفت أقوال العلماء في تعيين هؤلاء المطرودين الذين يمنعون من شرب الحوض بعدما ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجد في ذلك أقوالًا ثلاثة آتية:
الأول: أنهم الذين ارتدوا في زمن أبي بكر الصديق فقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه.
والثاني: أنهم المنافقون الذين كانوا في عهده صلى الله عليه وسلم، فأطلق عليهم لفظ (الأصحاب) نظرًا إلى ظاهر حالهم.
والثالث: أنهم كل من ارتد عن دينٍ أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم