........................ ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي: لم يجبه.
والمعنى: أنهم عليهم الصلاة والسلام لهم دعوة في أممهم، هم على يقين في إجابتها بما أعلمهم الله تعالى، ثم خيرهم في تعيينها، وما عداها من دعواتهم يرجون إجابتها، ليسوا على يقين في إجابتها؛ لعدم وعده تعالى إياهم إجابتها بعينها، وتلك الدعوة كدعوة نوح عليه السلام بقوله:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}(١)، فأجيب بالطوفان؛ يعني: أن لكل نبي دعوة أُوحيَ إليه أنها تقبل منه، وإلا .. فأكثر دعوتهم مقبولة، لكنهم عند دعوتهم بغير هذه الدعوة ليسوا على يقين في قبولها. انتهى "سنوسي".
قال القاضي: فإن قيل: كيف هذا، وقد أجيب لهم دعوات؟
قيل المعنى: دعوة محققة الإجابة بإعلان من الله تعالى، وغيرها مرجو الإجابة.
وفي "المفهم": قوله: (لكل نبي دعوة) معناه: أنهم عليهم الصلاة والسلام لهم دعوة في أممهم، هم على يقين في إجابتها بما أعلمهم الله تعالى، ثم خيرهم في تعيينها، وما عَدَاها من دعواتهم يرجون إجابتها، وإلا .. فكم قد وقع لهم من الدعوات المجابة، وخصوصًا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد دعا لأمته بألا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم، وألا يهلكهم بسنة عامة، فأعطيهما، وقد منع أيضًا بعض ما دعا لهم به؛ إذ قد دعا ألا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها وهذا يحقق ما قلناه؛ من أنهم في دعواتهم راجون الإجابة،