بخلاف هذه الدعوة الواحدة، والله أعلم. انتهى من "المفهم".
(فتعجل) أي: فاستعجل في الدنيا (كل نبي دعوته) التي وعد بإجابتها بتعيينها لربه وسؤالها إياه (وإني اختبأت) وادخرت (دعوتي) التي وعدت إجابتها بعينها وأجعلها (شفاعةً لأمتي) يوم القيامة (فهي) أي: فتلك الدعوة المدخرة لي (نائلة) أي: شاملة (من مات منهم) أي: من أمتي؛ أي: عامة جميع من مات من أمتي، حالة كونه (لا يشرك بالله شيئًا) من المخلوق.
قوله:(فهي نائلة) أصله: من نال الشيء؛ إذا ظفر به وحصل عليه.
قال النووي: وفي هذا الحديث دلالة لمذهب أهل الحق على أن كل من مات غير مشرك بالله تعالى .. لم يخلد في النار، وإن كان مصرًا على الكبائر. انتهى.
وفي هذا الحديث: بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة، فأخر دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الدعوات في أوله مختصرًا، ومسلم في كتاب الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة، والترمذي في كتاب الدعوات، باب فضل قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند"، وأبو عوانة، والخطيب البغدادي.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله سبحانه وتعالى أعلم.