للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَتْ: يَا رَبِّ؛ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ؛ نَفَسٌ فِي الشِّتَاء، وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ،

===

وصوب النووي حملها على الحقيقة، وقال ابن المنير: هو المختار.

وقال القرطبي: والأول أولى؛ لأنه حمل اللفظ على حقيقته، ولا إحالة في شيء من ذلك، وقد ورد مخاطبتها للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بقولها: (جز يا مؤمن؛ فقد أطفأ نورُك لهبي) ويضعف حمل ذلك على المجاز. انتهى من "الكوكب".

قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ١٩): وقد اختلف في هذه الشكوى؛ هل هي بلسان المقال أو بلسان الحال؟ واختار كلًّا طائفة من العلماء، وقال ابن عبد البر: لكلا القولين وجه ونظائر، والأول أرجح، وقال عياض: إنه الأظهر، وقال القرطبي: لا إحالة في حمل اللفظ على حقيقته، قال: وإذا أخبر الصادق بأمر جائز .. لم يحتج إلى تأويله، فحَمْلُه على حقيقته أولى. انتهى.

(فقالت) النار في شكواها: (يا رب؛ أكل بعض) أجزائـ (ـي بعضًا) منها، من شدة المزاحمة الحاصلة من الكثرة .. صار كأن البعض يغلب على البعض (فجعل لها) أي: أذن لها في (نفسين) تثنية نفس - بفتح الفاء - وهو ما يخرج من الجوف ويدخل من الهواء.

وفي رواية مسلم: (بنفسين) بزيادة الباء (نفس في الشتاء، ونفس في الصيف) هكذا في النسخ كلها، ويحتمل أن يكون منصوبًا، ولا عبرة بخط المنصوب على لغة ربيعة؛ لأنهم يرسمون المنصوب على صورة المرفوع والمجرور، أو مرفوعًا ووجه الرفع غير خفي. انتهى "سندي".

وعلى رواية مسلم: بجر (نفس) في الموضعين على البدل، ويجوز رفعهما

<<  <  ج: ص:  >  >>