يحولوا (من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال) وينادى ثانيًا: (يا أهل النار، فيطلعون) أي: يستشرفون إلى محل المناداة (مستبشرين) بما هم فيه من النعيم (فرحين) بـ (أن يخرجوا) ويحولوا (من مكانهم الذي هم فيه) إلى أعلى المقام (فيقال) لهم: (هل تعرفون هذا) مشارًا لهم إلى الموت؟
(قالوا) أي: قال أهل الجنة: (نعم) نعرفه (هذا) الكبش هو (الموت، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيؤمر) من جهة الله (به) أي: بذبحه (فيذبح على الصراط، ثم يقال) من جهة الله (للفريقين كلاهما) لكم: (خلود فيما تجدون) من النعيم والعذاب (لا موت فيها) أي: الجنة أو النار (أبدًا).
قوله: "يؤتى بالموت يوم القيامة" قيل: هو شيء يخلق الله عند ذبحه علمًا ضروريًّا في قلوبهم أنه لا موت بعد ذلك، ولو شاء .. لخلق العلم من غير ذبح أيضًا، لكن لا يسأل عما يفعل، وإلا .. فالموت على تقدير تجسمه وذبحه، لا يوجب ذبحه العلم بعدم الموت بعد ذلك؛ لإمكان خلق مثله، أو إعادته؛ كما أعاد الموتى المذبوحين منهم وغيرهم. انتهى "سندي".
قوله: "فيطلعون خائفين" أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه.
قوله:(فيذبح على الصراط) قال المازري: الموت عند أهل السنة: عرض يضاد الحياة.
وقال بعض المعتزلة: ليس بعرض، بل معناه: عدم الحياة، وهذا خطأ؛ لقوله