للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: "هَذَا وُضُوءُ الْقَدْرِ مِنَ الْوُضُوءِ"، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَقَالَ: "هَذَا أَسْبَغُ

===

عضو من أعضاء الوضوء، فمرتين منصوب على المفعولية المطلقة؛ لأنه صفة لمصدر محذوف، كما أشرنا إليه في حلنا، (فقال: هذا) الوضوء الذي توضأت به في المرة الثانية .. (وضوء القدر) أي: وضوء له القدر والفضل والشرف والمزية على الوضوء الأول (من) جنس (الوضوء) لأنه وصل إلى أدنى الكمال.

قال السندي: "وضوء القدر" يريد أنه حقيق بأن يضاف إلى القدر -بفتح القاف وسكون الدال- بمعنى: الرتبة والشرف والمزية، يقال: فلان له قدر عند الأمير؛ أي: جاه وشرف، سماه بوضوء القدر؛ لإفادة أن هذا الوضوء له قدم ومنزلة عند الله بالنسبة إلى الأول، أو بمعنى للصلاة به قدر وأجر زائد من الصلاة بالوضوء الأول والإضافة فيه كإضافة الليلة إلى القدر في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (١) يعني: من إضافة الموصوف إلى الصفة؛ كروح القدس؛ يعني: أنه الوضوء المقدر المشرف المفضل على الوضوء الأول؛ لمضاعفة العمل فيه، كما أن معنى ليلة القدر الليلة المقدّرة المفضلة المشرفة على غيرها من سائر ليال السنة؛ لأنه أضيفت الليلة إلى القدر؛ لإفادة أنها ليلة ذات قدر وشرف وفضل في نفسها، أو لإفادة أن للعمل فيها قدرًا وشرفًا وزيادة أجر بالنسبة إلى العمل في غيرها.

(وتوضأ) صلى الله عليه وسلم وقتًا آخر وضوءًا (ثلاثًا ثلاثًا) من المرات في كل عضو من أعضاء الوضوء، فالعدد منصوب على المفعولية المطلقة أيضًا؛ لأنه صفة لمصدر محذوف، (وقال) صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من هذا الوضوء الثالث: (هذا) الوضوء الذي توضأت به الآن (أسبغ) أي: أكمل


(١) سورة القدر: (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>