للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْوُضُوءِ، وَهُوَ وُضُوئِي، وَوُضُوءُ خَلِيلِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ تَوَضَّأَ هكَذَا ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. فُتِحَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".

===

وأفضل جنس (الوضوء) لا وضوء فوقه؛ لأنه بلغ أعلى درجة الكمال؛ يعني: هو أفضل من الأول والثاني؛ لأنه أكمل الوضوء، والأول أقل الوضوء، والثاني في أدنى الكمال؛ أي: أكمل جنس الوضوء اللائق بالإكثار منه، وإلا .. فقد اكتفى أحيانًا بما دونه من الأولين، كما في نفس الحديث، والله أعلم.

أي: أكمل جنس الوضوء وأكثره إسباغًا للأعضاء (وهو) أي: هذا الوضوء الذي كان بالتثليث .. (وضوئي) أي: أحب الوضوء وأفضله عندي والذي أتعوده (ووضوء خليل الله إبراهيم) عليه السلام؛ أي: الوضوء الذي فعله إبراهيم حين أُمر به، قال السيوطي: وزاد الطبراني: "ووضوء الأنبياء من قبلي" وخصوص الغرة والتحجيل بهذه الأمة، كما يُعرف من الأحاديث لا ينافي هذا العموم؛ إما لأن خصوص الغرة والتحجيل بهم .. إنما هو من بين الأمم، وهذا الحديث يفيد عموم الوضوء للأنبياء لا لأممهم، أو لجواز خصوص الأثر بهم مع عموم الوضوء لهم ولغيرهم.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن توضأ هكذا) أي: مثل هذا الوضوء الذي توضأته أنا أخيرًا؛ يعني: الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، (ثم قال عند فراغه) من هذا الوضوء: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)، زاد الطبراني: "وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" .. (فُتح له) تكرمة له (ثمانية أبواب الجنة) يوم القيامة، (يدخل من أيها) أي: من إحداها (شاء) واختار الدخول بها، ولكن دخوله بالباب الذي سبق في علم الله دخوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>