للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُقَالُ لَهُ: وَلَهَانُ، فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ".

===

حتى يوقعه في النقص أو في الزيادة، (يقال له) أي: لذلك الشيطان؛ أي: يقال له (ولهان) -بفتحات- أي: مشوش محيّر للإنسان في عمله العبادة، (فاتقوا) أيها الناس واجتنبوا اتباع (وسواسـ) ـه وتشويشه في استعمالكم (الماء) في الوضوء والغسل بأن ألقى الشك في قلوبكم في تكميل العدد أو في وصول الماء إلى جميع محل الفرض.

وفي "تحفة الأحوذي": قوله: "إن للوضوء" أي: إن للوسوسة في غسل أعضائه "شيطانًا يقال له: ولهان" أي: يسمى بولهان؛ يحتمل أن ولهان اسمه، أو مصدر وَلِهَ يَوْلَهُ ولهانًا -بفتحات- وهو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد وغاية العشق، سُمي به شيطان الوضوء إما لشدة حرصه على طلب الوسوسة في الوضوء، وإما لإلقائه الناس بالوسوسة في مهواة الحيرة حتى يُرى صاحبه حيران ذاهب العقل، لا يدري كيف يلعب به الشيطان، ولم يعلم هل وصل الماء إلى العضو أم لا، وكم مرة غسله؟ فهو؛ أي: لفظ ولهان مصدر بمعنى اسم الفاعل، أو باق على مصدريته للمبالغة؛ كرجل عدل. قاله القاري.

قوله: "فاتقوا وسواس الماء" قال الطيبي: أي: وسواسه هل وصل الماء إلى أعضاء الوضوء أم لا؟ وهل غسل مرتين أو مرة؟ وهل هو طاهر أو نجس أو بلغ قلتين أو لا؟ وقال ابن الملك وتبعه ابن حجر: أي: فاتقوا وسواس الولهان، وضع الماء موضع ضميره مبالغة في كمال الوسواس في شأن الماء، أو لشدة ملازمته له، كذا في "المرقاة".

والحديث يدل على كراهة الإسراف في الماء للوضوء، وقد أجمع العلماء على النهي عن إسراف الماء، ولو على شاطئ النهر أو البحر. انتهى "تحفة الأحوذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>