قال السندي: قوله: "إن للوضوء" أي: إن لأجل إلقاء الوسوسة في الوضوء وفيما يتعلق به، والمشهور: ضم الواو في (الوضوء) على إرادة هذا الفعل، ويحتمل الفتح على إرادة الماء، وهو أنسب بآخر الحديث على بعض الاحتمالات.
وقوله:"ولهان" -بفتحتين- مصدر (وَلِهَ) - بالكسر - إذا تحير الشيطان؛ لإلقاء الإنسان في التحير، سُمي بهذا الاسم مبالغة.
قوله:"وسواس الماء" أي: فاتقوا وسواسًا يفضي إلى كثرة إراقة الماء حالة الوضوء والاستنجاء، أو المراد بالوسواس: التردد في طهارة الماء ونجاسته بلا ظهور علامات النجاسة، ويحتمل أن المراد بالماء: البول؛ أي: وساوس البول المفضية إلى الماء.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في الطهارة (٤٣)، باب ما جاء في كراهية الإسراف في الوضوء بالماء، رقم (٥٧) قال: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن مغفل، قال أبو عيسى: حديث أُبي بن كعب حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، ولا بالصحيح عند أهل الحديث؛ لأنا لا نعلم أحدًا أسنده غير خارجة، وقد روي هذا الحديث عن الحسن من غير وجه قوله، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا، وضعفه ابن المبارك.
فهذا الحديث درجته: أنه ضعيف سندًا ومتنًا (٢٤)(٦٨)، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، فقال: