للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ؟ "، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ،

===

(أنه) أي: أن أبا سعيد (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا) حرف استفتاح وتنبيه؛ أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم؛ فإني أريد أن (أدلكم على ما) أي: على عمل إذا عملتموه .. (يكفّر الله) سبحانه وتعالى (به) أي: بذلك العمل؛ أي: يستر ويغفر لكم بسبب ذلك العمل (الخطايا) والذنوب، والمراد به: الصغائر؛ لأن الكبائر لا تُكفّر إلَّا بالتوبة أو بمحض فضل الله سبحانه، (ويزيد) كم (به في) أجور (الحسنات، قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (بلى) أي: ليس الأمر عدم الدلالة عليه، بل دُلنا على ذلك العمل (يا رسول الله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك العمل الذي تُكفّر به الخطايا ويزاد به في الحسنات (إسباغ الوضوء) أي: إكماله واستيعابه جميع محل الفرض والمسنون (على المكاره) أي: مع المشاق والمتاعب؛ بأن يتوضأ مع البرد الشديد والعلل التي يتأذى معها بمس الماء.

وفي "الأُبي": إسباغ الوضوء: إكماله وإتمامه، والمكاره جمع مكره -بفتح الميم والراء- وقد تكون المشقة لشدة البرد، وألم الجسم، وفوت المحبوب، وتكلف طلب الماء وشرائه بثمن غالٍ، وغير ذلك، وتسخين الماء لدفع برده؛ ليقوى على العبادة .. لا يمنع من حصول الثواب المذكور.

قال السندي: "المكاره" جمع مكره -بفتح الميم- من الكره؛ بمعنى: المشقة؛ كبرد الماء لألم الجسم، والاشتغال بالوضوء مع ترك أمر الدنيا، قيل: ومنها الحر في طلب الماء وشراؤه بالثمن الغالي. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>