(عن حسان بن بلال، عن عمار بن ياسر) رضي الله عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف أيضًا؛ لأن فيه انقطاعًا، كما تعرفه.
(قال) عمار: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلّل لحيته) عند الوضوء؛ لإيصال الماء إلى باطنه، مأخوذ من التخليل؛ وهو تفريق شعر اللحية وغيرها، وأصله إدخال الشيء في خلال شيء آخر، وهو المشط.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية الحديث، رقم (٢٩/ ٣٠).
قال الحافظ في "التلخيص" بعد ذكر هذه الرواية الأخيرة: حسان ثقة، لكن لَمْ يسمعه ابن عيينة عن سعيد، ولا سمع قتادة من حسان. انتهى.
فحديث عمار من هذا الطريق: ضعيف، ومن طريق عبد الكريم بن أبي المخارق عن حسان: أيضًا ضعيف؛ لأنه لَمْ يسمع منه هذا الحديث، كما بينه الترمذي.
قال أبو عيسى: وفي الباب عن عثمان، وعائشة، وأم سلمة، وأنس، وابن أبي أوفى، وأبي أيوب، قال أبو عيسى: وسمعت إسحاق بن منصور يقول: قال أحمد بن حنبل: قال ابن عيينة: لَمْ يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل، وقال محمد بن إسماعيل: أصح شيء في هذا الباب حديث عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان، وقال الحافظ الزيلعي: أمثل أحاديث تخليل اللحية حديث عثمان، وقال الحافظ في "بلوغ المرام": أخرجه الترمذي، وصححه ابن خزيمة. انتهى، ورواه الحاكم في "المستدرك"،